هل تحتاج لطبيب نفسي؟ 👩🏻⚕️
هل يوجد شيء يزعجك فعلياً غير أفكارك ومشاعرك؟
قد تسأل نفسك: “هل هناك شيء فعلاً يمكن أن يزعجني غير أفكاري ومشاعري؟” ربما تجيب: “لكن جاري فعل معي كذا وكذا…” بغض النظر عما فعله جارك، هل هو فعلاً من يزعجك؟
الحقيقة أن جارك لا يمكنه إزعاجك مباشرة. ما يزعجك هو أفكارك حول جارك، مشاعرك تجاهه، توقعاتك منه، وتفسيراتك للموقف. هذا ما يسبب لك الضيق، وليس جارك نفسه. انتبه لهذه النقطة.
أمامك خياران
فهم الموقف والعمل على نفسك: يمكنك أن تبدأ بفهم الموقف والتأقلم معه، والعمل على نفسك لتتحرر من تلك الأنماط الفكرية التي تسبب لك ردود أفعال قوية وتجعلك متوترًا أو عاطفيًا. هذا ما أحاول أن أساعدك فيه هنا. الهدف هو أن تصبح هادئاً وسيداً لنفسك. إذا كنت هادئاً، فستصبح أفكارك صافية، وستكون أفعالك متزنة، مما يقلل من احتمالية اتخاذ قرارات تندم عليها لاحقًا.
اللجوء إلى الطبيب أو الأدوية في الحالات الطارئة: إذا أصبحت المشكلة كبيرة لدرجة أنها بدأت تؤثر على قلبك وأعصابك، ولا يمكنك التعامل معها بنفسك، يمكنك اللجوء إلى طبيب. في الحالات المستعجلة، قد تحتاج إلى تناول أدوية.
بين تجاهل الذات وتجاهل الطب
بعض الأشخاص قد يظنون أنني أتجاهل الطب والعلوم النفسية، ولكن هذا ليس صحيحاً. أنا فقط أُبين لك حقيقة الأمور. لم أقم حتى الآن بالحديث عن طريقة معينة للعلاج. ولكن المشكلة هي أن بعض الأشخاص يريدون الاستعراض وادعاء الفهم العلمي دون بذل جهد فعلي لفهم الأمور بعمق. إذا كان هناك شيء قلته لا يبدو دقيقًا أو تظن أنك قد قرأت شيئًا مختلفًا، فأخبرني وسأوضح لك.
ولكن الواقع هو أن معظم الناس لا يريدون تقبل أي حقيقة أو تحمل مسؤولية حياتهم. خصوصاً عندما أشير إلى أن المشاكل التي يعانون منها غالباً ما تكون داخلهم. يجب عليك أن تفهم نفسك وجذور المشكلة التي تسبب لك القلق أو الاكتئاب أو غيرها.
الحل الأمثل يبدأ بالفهم
بعد فهم نفسك، يمكنك البحث عن الطريقة المثلى للتعامل مع الموقف. لكن للأسف، العديد من الناس يفضلون عدم تحمل هذه المسؤولية، وينتهي بهم الأمر باتخاذ قرارات متهورة يندمون عليها لاحقًا. مثل ضرب الجار الذي يزعجهم، ثم الذهاب إلى الطبيب لأخذ مهدئات!
والطبيب، بدوره، قد لا يكون لديه الوقت لفهم مشكلتك بشكل كامل، وربما يكون لديه العديد من مشاكله الشخصية هو الآخر. لذا قد يقدم لك بعض الأدوية ليخفف من المشكلة بشكل مؤقت.
بالطبع، ليس كل الأطباء كذلك، ولكن الهدف من هذا المقال هو توضيح الخيارات المتاحة أمامك. الأمر لا يتعلق بما هو صحيح أو خطأ، بل في معرفتك لكل الخيارات لكي لا تتخذ قراراً عشوائياً. أنا لا أعارض أي شيء عملي يمكن أن يساعدك. على العكس، سأحاول أن أطرح جميع الخيارات الممكنة وأشرحها لك. المهم هو أن تصل إلى حالة من الاستقرار النفسي، والأهم أن تفهم أين ستأخذك كل طريق تختارها.
لا تتسرع في اتخاذ القرارات
قد تكون لاحظت في هذه الحياة أن كل شيء أصبح تجاريًا. من السهل جداً أن يتم إقناعك بتناول الأدوية لتخفيف المشكلة، ولكن مع مرور الوقت قد تكتشف أن الأدوية كانت غير ضرورية وزادت من سوء حالتك أو أدت إلى الإدمان. الأفضل هو أن تجرب الحلول الطبيعية من البداية، حتى وإن كانت أصعب.
الخلاصة: أنا مع العلم والوعي، لكني ضد من يستغلون العلم لخداع الناس وجني الأرباح، وللأسف، هؤلاء كُثر.
التفاعل