🤔 مابين “عيش اللحظة” وتحقيق الطموحات, أين أنت؟
إذا قمت بالبحث على الإنترنت عن مواضيع تتعلق بالنفسية، الروحانية، أو تطوير الذات، فستجد أن المحتوى غالبًا ينقسم إلى مجموعتين رئيسيتين:
.المجموعة الأولى: جماعة “عش اللحظة” و”عيش ولا يهمك” (أو كما أحببت أن أقول: “طز بيكي يا دنيا”)
المجموعة الثانية: جماعة تطوير الذات الذين يبحثون دائمًا عن طرق لتحقيق المزيد، سواء من خلال الحصول على شهادات .ودورات، أو متابعة طموحاتهم بلا توقف
هؤلاء الذين يخبرونك عن “50 مبدأ لزيادة الثقة بالنفس” أو يروجون لدورات تدريبية تستمر لآلاف الساعات حتى تصبح “مدير ناجح” يُهابه الجميع. وقد يصل الأمر إلى نصائح مثل “نام فقط 3 ساعات كل أربعة أيام لتحقق أهدافك”!
أين الصح؟
أي الجماعتين على صواب؟ هل يجب أن تكون في حالة استرخاء دائم، أم أنك بحاجة إلى أن تلاحق الطموحات بلا توقف؟
الإجابة: لا أحد على حق مطلقًا أو خطأ مطلقًا. العقل البشري يحب تبسيط الأمور. غالبًا ما يميل إلى اختيار نمط واحد للراحة.
في بعض الأحيان، نعم، قد تكون مجموعة “عش اللحظة” على حق، فلا حاجة دائمة للركض وراء الطموحات. عليك أن تستمتع بالحياة أحيانًا. ولكن في أحيان أخرى، نعم، لا يصح أن تكون في حالة استرخاء دائم وتعيش حياة سلبية غير منتجة. هناك أوقات تحتاج فيها للطموح والعمل الجاد لتحقيق أهدافك.
الترتيب الصحيح؟
أول خطوة هي أن تتعلم كيف تعيش اللحظة وتستمتع بحياتك. لا يعني هذا أن تصبح مهملاً، بل أن تكون واعيًا بكل ما تقوم به. عندما تأكل، على سبيل المثال، ركز على الطعام فقط، استمتع بالنكهة واللحظة. هذا يعني أن تفرغ ذهنك وتعيش بوعي كامل.
عندما تصل إلى هذه المرحلة من الصفاء الذهني، ستجد أن لديك طاقة طبيعية للحياة. ستشعر بالسعادة والشغف يملآن حياتك دون الحاجة لمنبهات أو دافع خارجي.
ومن هنا يأتي دور مجموعة “الطموحات وتحقيق الذات”. عندما تتعلم أن تستمتع بالحياة وتجمع طاقتك، ستصبح أكثر وعيًا بما تحب وما تريد فعله حقًا. لن تسعى وراء دورات تدريبية فقط لأن ابن عمك نجح فيها. ستتبع شغفك وستعرف ما يناسبك حقًا.
التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل
الغالبية ترتكب خطأ كبيرًا: يسعون لتحقيق المال والنفوذ أولاً، وبعد ذلك يتوقعون أن يعيشوا اللحظة ويستمتعوا بالحياة. هذه الطريقة معكوسة تمامًا. عليك أن تتعلم أولاً كيف تعيش الحياة بحب وتستمتع باللحظات الصغيرة، ثم تأتي الأمور الأخرى بعد ذلك. النجاح الحقيقي لا يأتي إلا بعد أن تتعلم كيف تكون حاضرًا في اللحظة.
أخيرًا، دعنا نأخذ الأمور ببساطة
أنا لست “مدرب حياة” أو أيًا من تلك المسميات التي تُبهرك وتزيد من تعقيد الأمور. أنا ببساطة شخص مثلك، الفرق أنني قضيت وقتًا أفهم نفسي والطبيعة البشرية. اعتبرني صديقك الذي يشارك تجربته معك.
التفاعل