من أين يأتي الاكتئاب والقلق؟

من أين يأتي الاكتئاب والقلق؟

في هذه الأيام، قد تجد الكثير من الناس يتحدثون عن معاناتهم من الاكتئاب أو القلق. لكن إذا توقفت للتفكير لبضع دقائق، سترى أن هذه الحالات ليست مثل الفيروسات التي تأتي من الخارج. بل هي شيء نصنعه بأنفسنا دون أن ننتبه.

الاكتئاب والقلق ليسا من الخارج

الاكتئاب والقلق ليسا حالات طارئة تصيبنا من العدم. بل هما نتيجة برمجتنا لأنفسنا على أفكار وتوقعات غير واقعية. إذا تخلينا عن هذه التوقعات وعشنا الحياة كما هي، سنجد أن الكثير من المعاناة النفسية تتلاشى ببساطة.

لماذا لا يعاني الأطفال الصغار من الاكتئاب؟

إذا نظرنا إلى الأطفال في سن الثالثة، نجدهم غالبًا ما يعيشون دون قلق أو اكتئاب. لكن مع تقدم العمر، يبدأ الناس في تكوين صورة عن أنفسهم تعتمد على آراء الآخرين والمجتمع من حولهم. هذه الصورة، التي تأتي من الخارج، تتضمن أفكارًا عن النجاح والفشل، الجمال والقبح، الذكاء والغباء. هذا التكوين اللاواعي لشخصيتنا يسمى في العلوم النفسية بـ”الأنا” أو “Ego”.

الأنا: الحزمة العشوائية من الأفكار

الأنا هي تلك الحزمة من الأفكار التي نكونها عن أنفسنا بشكل عشوائي. عند الولادة، نحن لا نعرف من نحن، ونبدأ في تكوين هذه الصورة عبر آراء الآخرين. قد يخبرك شخص ما أنك “رائع” فتصدق وتقدس هذه الفكرة. وفي المقابل، قد يخبرك شخص آخر أنك تحتاج إلى تغيير شيء في مظهرك فتبدأ بالتفكير في عمليات التجميل وغيرها.

أوهام الأنا

الأنا تبني حياتنا على مفاهيم نسبية مثل “جميل وقبيح”، “ذكي وغبي”، و”ناجح وفاشل”. لكن هذه المفاهيم ليست سوى أوهام نخلقها في حياتنا. الكون لا يحتوي على هذه المعايير الصارمة؛ هي مجرد أدوات نستخدمها لتسهيل حياتنا اليومية، لكنها تصبح خطيرة إذا أصبحت الأساس الذي نبني عليه مفهومنا الذاتي.

التحرر من الأنا

مهمتي هي مساعدتك على التحرر من هذه الصورة الخاطئة التي كونتها عن نفسك. مثل الكمبيوتر الذي يحتاج إلى “فورمات” ليعود جديدًا، نحتاج أحيانًا إلى “إعادة ضبط” أفكارنا ومفاهيمنا عن أنفسنا.

عندما تتخلص من الأنا وأفكارها العشوائية، ستصبح سيد نفسك. لن تسيطر عليك لا الذكريات المؤلمة من الماضي ولا المخاوف من المستقبل. ستعيش اللحظة الحاضرة بتركيز كامل، وستعمل بوعي تام على تحقيق أفضل ما لديك، متوكلًا على الله في النتائج.

ماذا بعد؟

الكلام قد يكون غير كافٍ أحيانًا. لهذا السبب سأبدأ بتقديم تمارين عملية تساعدك على التحرر من كل هذه الأفكار التي صنعتها بنفسك، لتستعيد حريتك الحقيقية وتعيش حياة متوازنة وخالية من القلق والاكتئاب.

مقالات ذات صلة

التفاعل

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *