كيف نكتشف أنفسنا وسط الفوضى؟

كيف نكتشف أنفسنا وسط الفوضى؟

وُلدنا في هذه الدنيا دون أن نعرف شيئًا، ثم بدأ الجميع بتغذية عقولنا بمعلومات وتوجيهات. شخصٌ يقول لك: “افعل هذا”، وآخر يعارضه: “لا، هذا خطأ، قم بالعكس”. هناك من يقول لك: “اتبع هذا الدين الذي تربينا عليه، ولا تسأل”، بينما يأتي آخر ليقول: “كل هذا كذب، إنهم يغسلون عقلك”.

جيرانك قد يكونون أطباء فخورين بمهنهم، لكن ابن عمك، رغم كونه طبيبًا أيضًا، يشعر بالضجر والسأم من حياته. هناك من يحتفل بزفافه، وآخر يستعد بحماس للطلاق.

لماذا نحن هنا؟ ماذا نفعل في هذا العالم؟ نكتشف أننا نولد دون معرفة، ونظل حتى بعد سنوات ضائعين، تمامًا مثل القصة الشهيرة “جحشة الخالة” التي اختفت.

الفرق هو أنه عندما نكبر، نحاول إخفاء هذا الجهل بالنظريات، المعتقدات، وحتى الشهادات الجامعية. نواسي أنفسنا بأننا على الطريق الصحيح، ونحاول إثبات ذلك لأنفسنا وأمام الآخرين. ولكن، أود أن أطمئنك، كما أنك لا تعرف شيئًا، كذلك الآخرون لا يعرفون أين الحقيقة. كلنا نتصرف وكأننا نفهم، نحاول أن نبهر بعضنا لنبدو أفضل في عيون الآخرين.

لكن الحقيقة المحزنة هي أن عيوننا فارغة، ولا شيء يمكن أن يملأها أو يرضيها. الشيء الوحيد الذي يمكننا فعله هو أن نرى بعيون القلب، تلك العيون التي لا تخذلنا. يمكننا أن نتعلم أن نحب أنفسنا والآخرين، وأن نستمتع بالحياة رغم كل ما يحدث حولنا. علينا أن نتحمل مسؤولية خياراتنا، وأن نتعلم من أخطائنا بدون قسوة أو شعور بالذنب.

هذا ما تعلمته من تجاربي، من الجيد والسيء، من الغنى والفقر. الحمد لله، بقيت من الداخل كما أنا، سعيد بغض النظر عما يحدث حولي. لهذا السبب قررت أن أشارك وأتحدث هنا، لأن الجميع على وسائل التواصل الاجتماعي يحاول بيع المعلومات الوهمية.

تجد من يخبرك عن “ستة مبادئ لتعزيز الثقة بالنفس”، وآخر ينصحك بتقشير الثوم وخلطه مع عصير الليمون قبل النوم، مدعيًا أن هذا سيفتح لك أبواب النجاح ويغير حياتك. بالطبع حياتك ستتغير، ولكن للأسوأ، لأن كل هذا هراء.

لا يهمنا ما يقوله الآخرون، المهم أننا هنا لنتحدث عن شيء حقيقي وصادق ينبع من القلب. ربما يساعد هذا الكلام شخصًا واحدًا ليشعر بتحسن، أو ليستفيد بطريقة أو بأخرى. لهذا لدي اقتراحات عملية قد تساعدك على الاستمتاع بحياتك، أن تكون أكثر إبداعًا، وأن تعيش وفقًا لنفسك رغم كل الفوضى والقوانين المجحفة والحروب التي تحيط بك.

مقالات ذات صلة

التفاعل

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *