لماذا اخترت فكرة “عكاظ”؟ وما هو الجانب الديني أو الروحاني؟ ولماذا أقوم بكل هذا؟


لماذا اخترت فكرة “عكاظ”؟ وما هو الجانب الديني أو الروحاني؟ ولماذا أقوم بكل هذا؟


سوق عكاظ بالنسبة لي يمثل العرب بكامل جوانبهم، قبل الإسلام وبعده. إنه يعكس التنوع الغني في الثقافة العربية من شعر وفن وروحانيات، وحتى جوانب الحياة اليومية مثل البيع والشراء، بالإيجابيات والسلبيات. كان أيضًا فضاءً للتفاخر والتباهي، حيث كان العرب يتنافسون في الشعر والثقافة والتعبير. ولهذا سُمي بـ”عكاظ” من “تعاكظ” أي “تفاخر”. هذا الميل للتفاخر جزء من طبيعتنا كعرب، وهو شيء نفتخر به.


هذه الشمولية التي ميزت سوق عكاظ جذبتني لأنها تعكس تنوع الحياة نفسها. صحيح أننا نقسّم جوانب حياتنا ليسهل علينا التعامل معها والنجاح في عيشنا اليومي، ولكن في الواقع، الكون مترابط، وليس هناك ما يسمى دين منفصل أو علوم منفصلة أو رياضات وموسيقى منفصلة. كل شيء متصل ببعضه. لكن عقولنا أحيانًا تجد صعوبة في استيعاب هذه الروابط وتنسى أو تتغافل عنها.


لهذا السبب، الجانب الديني والروحاني بالنسبة لي هو جزء أساسي وحاضر في كل ما أقوم به هنا. الجانب الذي شعرت أنه يشمل العديد من جوانب الثقافة العربية، مع طابع روحاني وعملي، هو الصوفية. الصوفية تجمع بين الفن والشعر والموسيقى، وحتى الرقص، لكن جميعها تحت هدف واحد: البقاء على اتصال مع الروح، مع الخالق، أو كما يمكن تسميته بالطاقة الكونية. الاسم ليس الأهم، بل المهم أن يكون هذا الجانب عمليًا وحسيًا.


بعد بحث مطول واطلاع على العديد من الأديان والعلوم في العالم، توصلت إلى أن الحياة واحدة، تنبثق من مصدر واحد وخالق واحد. علينا أن نتعلم كيف نحتفل بهذه الحياة ونعيشها بكمالها بدلًا من تقسيمها وإضاعة وقتنا في الخلافات التي لا جدوى منها. الأمر يتطلب بعض الوعي والمحبة، والقدرة على فهم أنفسنا وأرواحنا حتى نتمكن من العيش والتعايش مع الآخرين.


في النهاية، هدفي هنا هو إعادة إحياء الروح العربية، وأن نتوقف عن تقليد الغرب بشكل أعمى. لقد رأينا جميعًا أن الغرب لا يملك الكثير سوى ما كروا أنفسهم وسوقوا لحضارتهم رغم فقرهم الروحي ونفاقهم الإنساني. لهذا هدفي هو الاحتفاء بما لدينا من ثروات ثقافية وروحانية عظيمة، والتي نسيناها، لكن بفهم ووعي وتوازن.


تذكر دائمًا، الإنسان بدون وعي يمكن أن يتطرف، إما أن يصبح يمينيًا متعصبًا أو يساريًا فاقدًا للروح، إما مكبوتًا أو منغمسًا بلا حدود. الوعي، أو “الدين الصحيح”، يضعك في الوسط تمامًا، لتستمتع بالحياة دون أن تنسى نفسك أو تضيّع روحك، ودون أن تبتعد عن الطبيعة، عن الحياة، وعن الخالق.


سيتم إضافة الفيديو أدناه لمن يرغب في مشاهدته.

مقالات ذات صلة

التفاعل

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *